الاثنين، 8 أغسطس 2016

مقبره الاحلام 3

بواسطة : Unknown بتاريخ : 5:06 ص

مقبره الاحلام

الجزء الثالث

في ذلك الحقل جعل يترنح والضعف يعتري جسده...... قد مر وقت منذ ان تناول الطعام لم يسطع ان يحمل الكثير من الاساس وايام المشي على الاقدام لم تمنحه رفاهيه توفير الطعام
رغم انه قد حاول ذلك
جلس يستريح وينظر بالناس حوله و يحدق بهم ... بعضهم لديه الطعام وبعضهم كحاله يحدقون في من ينتزعون اللقم من ارغفه الخبز و يرونها تنزلق داخل افواههم ...
وضع يديه على وجهه و اشغل باله لينسى جوعه .. لكن جسده كان اكثر صراحه ما اراد و كذلك صوت معدته الذي صدح بموسيقى الجوع ..
جعل ينظر حوله والخجل يعتريه !!!...
خشي ان يحدق به احد بنظره تمقته او تزعجه
لكن احدا لم يعبأ به .. وبينما وهو جالس
كان هنالك طفله تحدق به ولكنه لم يلحظها ...
سمعت نداء جسده و روحه الذي عجز عن سماعه البالغون
و قامت ببرائه اغلى من ان يحتويها هذا العالم القذر او ان يتحملها هذا الواقع الداكن
قامت و قسمت له نصف حصتها من الخبز ... ومدتها اليه
والبسمه تعتري وجهها و محياها
وبينما هو في مزيج من الصدمه و الشعور بالغرابه و الحنين و عبق الذكريات
انسلت من عينه دمعه صغيره فتحت الباب لفيضان دمع اغرق عينيه و رطب ثنايا و تجاعيد وجهه الذي جف من اشعه الشمس
واحتضن الفتاه الصغيره و اجهش بالبكاء ....
وبينما هو كذلك وكل من حوله يشاهدون ....
ما فعلته الفتاه ايقظ شعورا كان قد جف ومات في قلوبهم و جعلو هه كذلك يبكون
وقام اغلبهم و اعطاه جزئا من الطعام الذي يملكون
تذكرو من فتاه صغيره كيف تكون انسانا و معنى الانسانيه
قبل تلك الطفله في جبينها ..
ثم شاهدها ترجع لتجلس في حضن امها.... وهي تحدق بوجهه وتبتسم
ذاك المشهد خلق سيلا عاطفيا عصبيا جرى في دماغه و اجتاح اعصابه ووجدانه
واخذت ذكريات الماضي تتسرب نحو عينيه
الواقع و الحاضر اخذ يتلاشا و يغيب عن مرأاه
تذكر " منى "...
ومن منى ؟...
اجل انها زوجته ..
لقد كان متزوجا !!!
كان متزوجا من امراه احبها ايما حب ... كانت راحته و روحه وقلبه النابض
و سرعان ما ان رزق بأبنه صغيره ... اسمها ملاك
احب ابنته ملاك اكثر من حبه حتى لزوجته كان يتشوق للوقت الذي يعود فيه من العمل و يدخل المنزل
ليرى ابتسامه ابنته التي تجلس تنتظره و تلاقيه ببسمه و حضن
كلنت ملاك كل شيئ له و لم يكن بحاجه لشيئ وهي موجوده
كان يحلم بيوم تكبر و يحلم بيوم تتخرج من الجامعه
ويحلم بمداعبه اطفالها ليرى فيهم طفوله ابنته و يرى في ضحكاتهم ضحكاتها و في بسماتهم بسماتها ...
كانت كل حياته هي ملاك .....
...ولكن ... لكن
في احد الايام عاد ... ولم يجد ملاك و لا امها ؟!!
استغرب ..تسائل... تعجب ؟!
لمح ملحوظه بخط زوجته ....سأزور اختي ..
ابنها قد توفي بحادث سير
اخذت ملاك معي .. لا يجدر بي تركها بالمنزل وحدها .......
لم يلق بالا بعدما قرأ الرساله و شعر بالراحه ... هو الان يعلم مكان ابنته
وبعد ساعه  يفتح التلفاز ليشاهد الخبر التالي ...
مسلح يقتحم احدى المنازل و يقتل كل من كانو فيه ....
لم يدقق بالخبر كثيرا واراد ان يغير القناه لكي لا يعكر صفو مزاجه الى ان ...
شاهد جثه احد الضحايا
بدت الجثه مألوفه ....
انها .. جثه طفله ؟!
لحظه اوليست هذه ملأك ؟!
هرع الى شاشه التلفاز وامسكها و جعل ينظر بدقه ..
اجل هذا الوجه البريء...
رجع للخلف وقال هذا مستحيل ... مستحيل ..
لابد من خطأ ما
وقبل ان يسمح له بلحظه تفكير ايجابي
رن هاتفه و اكد الخبر ....
وقع مغشيا عليه !!!!
و العالم والواقع جعل يتهشم و يتكسر حوله كقطع مرآه قد قذفت بحجر
قد حفر في ذاكرته كيف دفنها و وادعها الارض امانه
كيف قذف التراب فوق وجهها !!...
اغلقت قضيتها ضد مجهول   
لم يكن الامر بحاجه للبحث اصلا ....
ابن مسؤول كبير في الدوله كان يسوق سياره بلا رخصه و ضرب ابن اخت زوجته و قتله ...
طالبت العائله بقتل الجاني و رفضت العطايا .
هذا حقها الشرعي !!
فأبيدت بأكملها .....
الا تعرف الحياه العداله .... لا
لا يظن ذلك
لو كان كذلك لحظي ببعض السعاده من حين لاخر ....
والان هو يطار شبه حياه يريد ان يقضيها بالمنافي خارج بلاده و اشباح الماضي موجوده حيث يدير وجهه ...
..............................
قلبه ينقبض بشده و يعصر كيانه
هذا الالم لا يبارحه كلمت تذكر ما حدث
وهو لم ينس ابدا ما حدث ....
هذا الالم يعزف كلحن حزين
لم يعد له نصيب من السعاده .. او انه الان يدفع ثمن راحه وسعاده غيره ...
سيتوجه الى الحدود التركيه ليصبح لاجئا
هذه هو حلمه الحالي
ويالها من أحلام بسطاء ..


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لدى | سياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

تعديل : أيوب