مقبره الاحلام
الجزء الاول
في ذالك المكان دفنت احلام الطفوله.دفنت الذكريات ودفن الوقت
تحت انقاض منهاره على مد البصر والبصيره
ارتمى خليط الام والحب . اللحم والدم
........
كان واقفا امام عتبه بيته
بيته لازال واقفا لم يقصفه الطيران الحربي بعد
كان واقفا..محدقا بمنزله
تعب 20 سنه لبينيه كما اراد
وقف وقد امتطاه الالم والحزن
وقف حاملا تلك الحقيبه الكبيره
حقيبه قد ملأت بالحزن و الاسى قبل
الطعام والشراب و الدواء
ودع منزله ودع حلمه ودع حضنه ومضى
الغيوم السرمديه تغطي افق السماء وتحجب ضوء الشمس في مشهد لا يكاد يخفف ثقل الموقف . الدنيا بأكملها حزينه جريحه
كان يمشي بثقل نحو الافق البعيد يمشي مترنحا
وكلما سار لمسافه معينه
لف رأسه وحدق بمنزله
منزله يصغر روديا رويدا كلما تقدم
و بعد مسافه طويله لف راٍسه ليحدق
احس بقلبه انها كانت النظره الأخيره
فالغيوم انشقت و اخترق شعاع ضوء خجول حجاب السماء ليسقط فوق منزله وتسائل
ماذا يفعل شعاع الضوء ذاك ؟!
ايدل قوافل الارواح لطريق الجنان
ام انه يواسني في ظلمتي ليسلط شعاع شفقه
على اكثر اجزاء قلبي ضعفا !!
وقبل ان يتمخض ذهنه بفكره او تنبس شفتاه بحرف او كلمه
احيل منزله سحابه غبار !!
وقف مرتعدا امام ذاك المنظر
ظن انه كان مستعدا لتوديع منزله والرحيل
كان يأمل ان لا يشاهد تدمير منزله
لكن هذه الشفقه لم تمنح له
شعر بخفقان حارق بقلبه ورجفه
الدموع تغلي في عينه وتنفجر وتنصب في وجنتيه حمما منصهره
جثى على ركبيته و اعتصر التراب
والدمع منسكب
اختلط الدمع بالغبار والتراب و شكل مع الدم الذي شربته هذه الارض سابقا
معا جسدا حقيقه جديده فرضت في هذا العالم
وتمنى لو ان دموعه كانت كريمه كفايه لتحجب منظر الأذرع الممتده من الركام والانقاض
لمذا تمتد هذه الاذرع ؟!
ما الذي تحاول الوصول اليه
......
رغم قهره رغم جرحه رغم المه
اعتصر ما تبقى في قلبه من الشجاعه والقوه
و حمل نفسه على المضي
لا يجدر به الموت بعد



ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق