اتمطرني ام تمطر علي
كان جالسا في تلك العربه المهلهلة تهتز على حفر الطريق ..
جلس محدقا في خيالات الماضي مفكرا في تلك اللحظات الباليه
اللحظات الملقاة على رفوف الذاكرة تعبق برائحته الماضي .. برائحه طعام أمه برائحه المطر اول هطوله ..تلك اللحظات التي سرعان ما تدمر كل دليل او برهان على انها وجدت أصلا او كان لها من التاريخ مكان او محل
..دمرت باسم السلام دمرت باسم الحق
دمرت باسم الاسلام!!
لم ينسى كيف حلو على بلدته كضبابه دخان سوداء مظلمه ..كلون علمهم ذاك
يركب عربه ضجت بكل اوجاع أهل الارض
كيف ينسى كيف هدموا بيته وبيت جيرانه .هدموا حضنه الدافىء ووكر ذكرياته ليبنوا مقر الخلافه . ثم كيف هجروا جاره المسيحي و هددوه بالقتل
ثم انتهى به المطاف ان هاجر هو كذلك
ليكب على وجهه خارج العراق وهو ابن العراق
...
ساعات الرحله كانت طويله مرهقه
الشمس حارقه
ورفاهيه العربه لم تدم طويلا عليهم عبور الحدود على ارجلهم ومن ثم ومن تركيا الى أوروبا على الحدود تذوق الذل والهوان حتى نسي طعم العزه ساعات الوقوف المضني حتى يسمح لهم بالعبور ظل واقفا حتى تصلبت قدماه ونسي كيف يكون الجلوس مسؤلو المعبر يكتفون بالجلوس وشرب الشاي والضحك
تجردوا من الإنسانيه ومن كل احساس
أطفال نساء شيوخ يقفون
يكادون يلفظون الرمق الأخير من التعب والإعياء ولكن لا احساس
تسائل عن الإنسانيه التي تأكد له الان انها محض خيالات ورديه وأقنعه يخفي العالم وجهه القبيح خلفها . او انها محض امر او حق نسبي لا بمنح لعربي
جسده لا يملك رفاهيه البكاء
ثم تذكر الملوك العرب في القصور الفارهه
والأبراج التي تصارع السماء ..
وهم يموتون من السمنه والنقرص .
نحن نموت جوعا وعطشا وتعبا وإرهاقا
.. ضحك على نفسه كيف توقع الرحمه من الأجانب عندما منعها عنهم العرب
وهو غارق في أفكاره ..
انسلت على عينه دمعه .. أهي دمعه؟!
لا انها تمطر
حدق بالغيوم السرمدية السوداء وهي تكب المطر تسائل أهذه رحمه الله بعدما انقطعت رحمه البشر ، ام انها دموع السماء لحالنا
ثم سال
اتمطرني ام تمطر علي ؟!!
شكرًا
بقلم : طارق صبره
شكرًا
بقلم : طارق صبره



ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق