الفصل الأول: يوم ليس كباقي الأيام
اليوم الجو حار, جد حار, ياااااااه ماهذا, الجو ممل ويشعر بالضجر ... *إنه اليوم الدراسي الأول وأنا أكره الدراسة*,وكل ما يتعلق بها, خاصة اليوم الافتتاحي ... والروتين الذي يتكرر يوميا هو الآخر يشعرني بالملل ... تبا, نفس الروتين ...
أووووه صديقي يوسف قادم,أتمنى أن يمر هذا اليوم غير الأيام التي مضت......
أيوب: أهلا يوسف
يوسف: مرحبا
أيوب: هيا إلى الثانوية
يوسف: هيا بنا
في الطريق الكل يضحك ويلعب ويلهو غير آبهين بما سيحدث بعد ...أخيرا وصلنا إلى الثانوية
دخلنا الثانوية وسط تلك الأجواء الهستيرية التي تعم التلاميذ .... الكل ينظر إلينا كأننا قدمنا لأول مرة, البعض يضحك منا, والبعض يرمقنا بنظرات خاطفة, والبعض يظل ينظر وينظر حتى ظننت أن عيناه ستنقلعان من مكانيهما, و البعض لا ينظر *بعينيه فقط*
ذهبنا أنا و يوسف إلى مكان خال ....
بقينا جالسين صامتين, والضجيج
يعم المكان, وأنا أعبر بنظراتي جنبات
المؤسسة لألاحظ ما الجديد هنا ...
هل هناك ما يستحق كل هذا الضجيج
والفرح والهرج ... إنه لا شيء
من أجل لا شيء....؟
أخيرا حـــل السكون
ما الذي حصل؟؟ لقد رن الجرس
****************************************************
دخلنا الفصل *آمل أن يمر هذا اليوم بخير غير الأيام السابقة*
أخذت مكانا لي في المؤخرة, لأجد راحتي وسلامي...... انتظرت وانتظرت وصول الأستاذ لكنه لم يأت ...
يوسف لم يدخل, فجأة اختفى من ناظري ... ربما ليس من المهتمين بالحصة الأولى
.............
عبرت بنظراتي جنبات الفصل فوجدت كلمة مكتوبة في جنبات القسم الأربعة وهي "العــاشــرة"....
ربما شخص مهووس بالرقم عشرة أو محب لأحد لاعبي كرة القدم الذين يرتدون القميص رقم عشرة أو شيء من هذا القبيل.....
فجأة دخل عمر *المكلف بالقسم* فرحا وأعلمنا بأن الأستاذ قد وصل, وأخذ الطلاب مكانهم فامتلأت القاعة وظل المكان الذي أمامي شاغرا ... إنه يوسف لم يحضر و أظن أنه لن يحضر .........
رن الجرس ليعلن عن حلول الساعة التاسعة... ,أخيرا حضر الأستاذ إلى الفصل... كان طويلا جدا, وتبدو عليه علامات الإرهاق و التعب... كان يحمل ملفا وضعه على الطاولة وبدأ بتعريف نفسه ثم طلب من التلاميذ التعريف بأنفسهم...
فجأة دخل يوسف الفصل بدون أخذ إذن من الأستاذ ... وتوجه نحو المكان الشاغر وجلس دون أن ينظر إليه أحد .. أو يسأله الأستاذ عن سبب تأخره وعدم أخذ الإذن بالدخول
غــــريـــــــب .... عــــــــجـــيـــــب هذا الأمر
في هذه الأثناء سرحت بفكري في التفكير بكلمة العاشرة وما معناها, بعد مدة أسقطت فرضية الإعجاب بلاعب كرة القدم لأن العاشرة تدل على الوقت, الزمن, أو الساعة... آاااه ربما سيحصل شيء ما في العاشرة...
في هذه الأثناء سرحت بفكري في التفكير بكلمة العاشرة وما معناها, بعد مدة أسقطت فرضية الإعجاب بلاعب كرة القدم لأن العاشرة تدل على الوقت, الزمن, أو الساعة... آاااه ربما سيحصل شيء ما في العاشرة...
في تلك اللحظة سألت يوسف بصوت منخفض واضعا يدي على فمي حتى لا يلحظني أو يسمعني الأستاذ: هيه ... كم الساعة ؟
فأجاب: 9:45
(حسنا) 15 دقيقة تفصلني عن التأكد من نظريتي...
أطول 15 دقيقة في حياتي, الوقت يمر ببطء و الأستاذ لا يزال يسأل التلاميذ الواحد تلو الآخر عن معلوماتهم الشخصية... 9:50 .. و بعد مرور 10 دقائق و مع وصول الوقت إلى "العــاشــرة".... وصل الدور علي لأقدم نفسي.... تبا لماذا الآن؟؟! في اللحظة التي أنتظرها!!
طلب الأستاذ مني مرة أخرى تقديم نفسي... فنظرت للأمر الواقع و رأيت أنه لا مفر من هذا الأمر فقمت بتقديم نفسي و جلست في مقعدي ليرن الجرس بعد ذلك, ونخرج مرة أخرى حتى أن الأستاذ لم يطلب من يوسف تقديم نفسه, لكن لماذا؟؟!...
رغم أنه يجلس أمامي ... والمفروض أن يُسأل أولا .... تبا ... أظن أنه أستاذ مخبول
لحظة خروجنا سألني يوسف:لماذا تأخرت في الإجابة؟ فأجبته بلا شيء.
واستمررت بالمشي بينما هو ظل واقفا ينظر إلي, وكأنه لم يستوعب الإجابة
فانطلقنا نحو الحصة الموالية.... إلــى أن مـــر الــيــوم الــدراســــي...... لحظة خروجنا سألني يوسف: ما رأيك باليوم الدراسي الأول؟ فأجبته: ممل كالعادة قال يوسف: تمتع بهذا العام الدراسي و كأنه آخر عام في حياتك توقفت و نظرت إليه و قلت: ماذا تقصد؟؟!أجاب يوسف:لا شيء ... وأكمل سيره
ذهبت إلى المنزل و شغلني التفكير في العاشرة و كيف أن اللحظة التي انتظرتها طلب مني الأستاذ فيها تقديم نفسي و يوسف ما الذي يقصده بكلامه بأنه آخر عام في حياتي....
بالحديث عن يوسف فقد التقيته يوم أمس لحظة مروري للثانوية لأرى بأي قسم أتواجد... في اللحظة التي كنت أبحث فيها عن اسمي وأنا أردد بصوت خافت ... أيوب لباردي ,أيوب لباردي ... واصبعي يتجاوز الاسم تلو الآخر وضع يده على كتفي وقال لي: هل أنت في مستوى الباكالوريا علوم تجريبية؟*(عندما سمعت صوته قلت في نفسي ما هذه النبرة؟؟!! ... يبدو صوته متثاقلا جدا والتفت بعدها لأرى من؟؟ ... ولكنني صدمت فقد كان يبدو كالجثة المتحركة, لا يظهر أي ردود فعل وعيناه غائرتان تماما,حقا يبدو كجثة متحركة, كما أن ما يثيرني في يوسف ويطرح علامات التعجب لدي كونه دائما ما يحرك شفتيه وكأنه يقول شيئا ما بصوت خافت جدا)*
فأجبته بعدها عن سؤاله بالإيجــاب وأنا أتلعثم*نتيجة الذعر والدهشة اللتان أصابتان* و سألني عن اسمي فأجبته: أأأييييوببب للببارددي.... فوضع يده على لائحة قسمنا و بالضبط على اسمي و الذي يحمل رقم الترتيب 10...
ماذا؟؟؟!!!
لا لا لا لا لا
تمهل أيوب هل قلت رقم الترتيب 10؟؟؟ !!
لا لا أتذكر جيدا يجب أن أذهب إلى الثانوية غدا و أتأكد....





ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق